قياس الزمن النفسي: لماذا تمر بعض اللحظات بسرعة وأخرى ببطء؟

لماذا نشعر أن الوقت يمر ببطء أحيانًا وبسرعة أحيانًا أخرى؟

هل تساءلت يومًا لماذا تمر ساعات العمل الثماني كأنها دهر بينما تنقضي عطلة نهاية الأسبوع في لمح البصر؟ أو كيف يمكن لخمس دقائق من الانتظار في غرفة الطبيب أن تبدو أطول من ساعة كاملة قضيتها في مشاهدة فيلمك المفضل؟ هذه الظاهرة ليست مجرد وهم أو انطباع شخصي، بل هي حقيقة علمية تُعرف باسم “الزمن النفسي”.

على الرغم من أن الساعة تدق بإيقاع ثابت لا يتغير، فإن أدمغتنا تدرك الوقت بطريقة مختلفة تمامًا. فنحن لا نعيش وفق زمن الساعات والدقائق الفيزيائي، بل نعيش وفق زمن داخلي يتمدد وينكمش حسب حالتنا الذهنية والعاطفية والظروف المحيطة بنا. هذه المفارقة بين الزمن الفيزيائي الثابت والزمن النفسي المتغير هي ما سنستكشفه في هذه المقالة، لنفهم لماذا تبدو بعض اللحظات خاطفة وأخرى كأنها تتمدد إلى ما لا نهاية.

ما هو الزمن النفسي؟ ولماذا يختلف عن الزمن الفعلي؟

الزمن النفسي هو التجربة الذاتية لمرور الوقت في عقولنا، والتي غالبًا ما تختلف عن القياس الموضوعي للساعات والدقائق. يشير إيغلمان (Eagleman, 2008) إلى أن إدراكنا للوقت ليس ثابتًا، بل هو عملية دينامية يتلاعب بها الدماغ وفقًا لظروف متعددة.

تخيل أن شخصين يشاهدان نفس الفيلم لمدة ساعتين. الأول مستمتع ومنغمس في الأحداث، والثاني يشعر بالملل. سيختبر الشخص الأول الساعتين كأنهما انقضتا بسرعة، بينما سيشعر الثاني أن الفيلم استمر لفترة أطول بكثير. هذا الاختلاف في الإدراك رغم تطابق الزمن الفعلي هو جوهر مفهوم الزمن النفسي.

في دراسة حديثة أجراها ويتمان وزملاؤه (Wittmann et al., 2015)، وجد الباحثون أن تشوهات إدراك الزمن تحدث بشكل منتظم في حياتنا اليومية، وأنها ليست مجرد أوهام بل تعكس آليات معالجة معرفية وعصبية حقيقية في الدماغ.

العوامل التي تؤثر على إدراكنا للزمن

العاطفة وتأثير المشاعر القوية على الزمن

تلعب المشاعر دورًا محوريًا في تشكيل إدراكنا للزمن. عندما نواجه موقفًا مخيفًا، مثل حادث سيارة وشيك، يطلق الدماغ كميات كبيرة من الأدرينالين، مما يؤدي إلى تسريع المعالجة العصبية. نتيجة لذلك، يسجل الدماغ المزيد من التفاصيل في نفس الفترة الزمنية، مما يجعل الأحداث تبدو وكأنها تحدث ببطء شديد (Droit-Volet & Meck, 2007).

في إحدى الدراسات البارزة، طُلب من المشاركين مشاهدة وجوه تعبر عن عواطف مختلفة وتقدير مدة عرضها. وجد الباحثون أن الوجوه الغاضبة كانت تُدرك على أنها تظهر لمدة أطول من الوجوه المحايدة، رغم أن وقت العرض الفعلي كان متطابقًا (Gil & Droit-Volet, 2011). يوضح هذا كيف يمكن للمشاعر القوية، خاصة السلبية منها، أن “تمدد” الزمن النفسي.

التركيز والانتباه وكيفية تغييره لمعدل إدراك الوقت

يؤثر مستوى انتباهنا بشكل مباشر على إدراكنا للزمن. عندما نكون منغمسين في نشاط ممتع أو مثير للاهتمام، نوجه انتباهنا بعيدًا عن مرور الوقت نفسه، مما يجعله يبدو أقصر. يطلق الباحثون على هذه الظاهرة اسم “تشتت الانتباه عن الزمن” (Zakay & Block, 1997).

لنأخذ مثالاً من الحياة اليومية: عندما تنتظر موعدًا مهمًا وتراقب الساعة باستمرار، فإنك تُخصص جزءًا كبيرًا من انتباهك لمراقبة مرور الوقت، مما يجعله يبدو أبطأ بكثير. في المقابل، عندما تكون مستغرقًا في محادثة شيقة، قد تمر ساعة كاملة دون أن تلاحظ.

في دراسة أجراها تشيك وزملاؤه (Csikszentmihalyi, 1990)، وصف الباحثون حالة التدفق (Flow State) التي يمكن أن يدخل فيها الشخص عندما يكون منغمسًا تمامًا في نشاط ما، حيث يختفي الإحساس بالوقت تقريبًا، ويمر بسرعة فائقة دون أن يشعر به.

العمر ودوره في تسريع أو إبطاء الإحساس بالوقت

مع تقدمنا في العمر، غالبًا ما نشعر أن الزمن يتسارع. قد يتذكر كثير منا كيف كانت العطلة الصيفية في الطفولة تبدو وكأنها تمتد للأبد، بينما الآن تمر السنوات كأنها شهور.

تفسر نظرية “نسبة الزمن” هذه الظاهرة بشكل مقنع. فبالنسبة لطفل عمره خمس سنوات، تمثل سنة واحدة 20% من حياته بأكملها، مما يجعلها تبدو طويلة جدًا. أما بالنسبة لشخص عمره 50 عامًا، فإن السنة الواحدة تمثل فقط 2% من تجربته الحياتية، مما يجعلها تبدو أقصر بكثير (Wittmann & Lehnhoff, 2005).

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الخبرات الجديدة دورًا مهمًا. يرى باتارينو وكاراندينا (Battarino & Carandina, 2018) أن الطفولة مليئة بالتجارب الأولى التي تتطلب معالجة عصبية مكثفة، مما يجعل الذكريات أكثر ثراءً وبالتالي يُشعرنا أن الوقت كان أطول.

البيئة الحسية وتأثير المحيط الخارجي على الزمن النفسي

تؤثر البيئة المحيطة بنا بشكل كبير على إدراكنا للزمن. في بيئة غنية بالمحفزات المتنوعة والجديدة، يبدو الزمن أبطأ لأن الدماغ يعالج كمية أكبر من المعلومات.

تخيل شخصين يمضيان يومًا كاملاً: الأول يقضي وقته في نفس المكتب يقوم بنفس المهام اليومية المتكررة، والثاني يسافر إلى مدينة جديدة يستكشف معالمها ويجرب تجارب متنوعة. سيشعر الثاني أن يومه كان أطول وأكثر امتلاءً، بينما سيشعر الأول أن اليوم مر سريعًا دون أحداث تذكر.

ويؤكد كاوفمان وآخرون (Kaufman et al., 2016) أن الروتين اليومي والبيئة المألوفة تقلل من عدد الذكريات المميزة التي نكوّنها، مما يجعل الزمن يبدو أسرع في تقييمنا اللاحق له.

كيف يعمل الدماغ على قياس الوقت؟

دور الجهاز العصبي في إدراك الزمن

يمتلك الدماغ البشري آليات متعددة لقياس الزمن، ليس من خلال جهاز واحد، بل عبر شبكة معقدة من المناطق العصبية. تؤدي مناطق مثل المخيخ والقشرة الجبهية والعقد القاعدية أدوارًا مهمة في إدراكنا للزمن (Ivry & Spencer, 2004).

في دراسة حديثة استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وجد ماتشادو وغوميز (Machado & Gomes, 2020) أن إدراك الفترات الزمنية القصيرة (بالمللي ثانية) يعتمد على آليات عصبية مختلفة عن تلك المستخدمة لإدراك الفترات الطويلة (بالثواني أو الدقائق). هذا التنوع في الآليات يساعد في تفسير لماذا يمكن أن يتأثر إدراكنا للزمن بشكل مختلف اعتمادًا على السياق والحالة العقلية.

نظريات علمية حول كيفية إحساسنا بالوقت

تتنافس عدة نظريات لتفسير كيفية إدراكنا للزمن

نظرية الساعة الداخلية: تفترض وجود آلية تشبه الساعة في الدماغ، حيث ينتج الناقل العصبي الدوبامين نبضات منتظمة تُستخدم لقياس مرور الوقت (Meck, 1996)

نظرية المعلومات المخزنة: تقترح أن إدراكنا للزمن يعتمد على كمية التجارب والمعلومات الجديدة التي نعالجها. كلما زادت المعلومات الجديدة، بدا الوقت أطول (Eagleman, 2008)

نظرية الموارد الانتباهية: ترى أن إدراك الزمن يعتمد على مقدار الموارد الانتباهية المخصصة له. عندما نوزع انتباهنا على مهام متعددة، يتسارع إدراكنا للزمن (Grondin, 2010)

لماذا نشعر أن الطفولة كانت أطول من السنوات الحالية؟

عندما نستعيد ذكريات طفولتنا، غالبًا ما نشعر أن تلك السنوات كانت أطول بكثير من سنواتنا الحالية. يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل النفسية والعصبية المتداخلة.

في دراسة نشرها دروشين وكارستنسن (Droshin & Carstensen, 2019)، تبين أن الطفولة مليئة بالتجارب الأولى: أول يوم مدرسة، أول رحلة، أول صداقة، أول دراجة. هذه التجارب الجديدة تتطلب معالجة عصبية أكثر تعقيدًا وتخزين أكثر تفصيلاً، مما يؤدي إلى تكوين ذكريات أكثر ثراءً.

مع التقدم في العمر، يزداد الروتين ويقل عدد التجارب الجديدة، مما يؤدي إلى تكوين ذكريات أقل تفصيلاً للفترات الزمنية، وبالتالي تقييمها على أنها أقصر في استرجاعنا اللاحق لها.

كيف تؤثر الضغوط النفسية على إدراك الزمن؟

للضغوط النفسية تأثير عميق على كيفية إدراكنا للزمن. في حالات التوتر الشديد، يدخل الجسم في وضع “القتال أو الهروب”، مما يؤدي إلى تغيرات هرمونية وعصبية تؤثر على معالجة الدماغ للمعلومات الزمنية.

أظهرت دراسة أجراها غونكالفيس وزملاؤه (Gonçalves et al., 2017) أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق يميلون إلى المبالغة في تقدير الفترات الزمنية، حيث يشعرون أن الوقت يمر ببطء شديد. في المقابل، وجدت دراسة أخرى لبينتي وزملائه (Bente et al., 2021) أن حالات الاكتئاب قد تؤدي إلى تباطؤ الساعة الداخلية، مما يجعل الشخص يشعر أن الوقت يمر بسرعة أكبر من الواقع.

تأثير التكنولوجيا والحياة الرقمية على الإحساس بالوقت

في عصرنا الرقمي، تغير نمط استهلاكنا للمعلومات بشكل جذري، وكذلك إدراكنا للزمن. عندما نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ننتقل من محتوى إلى آخر بسرعة كبيرة، مما يجعل الوقت يمر دون أن نشعر به.

يشير هوغارد وكوفمان (Hogard & Kaufman, 2022) إلى أن “الاستهلاك المستمر للمحتوى الرقمي قصير المدى يقلل من فترات التأمل والفراغ التي كانت تمنحنا سابقًا إحساسًا بالزمن”. في الماضي، كانت هناك “فترات انتظار” في حياتنا اليومية مثل الانتظار في الطابور أو في محطة القطار، وهي لحظات كنا ندرك فيها مرور الوقت. الآن، نملأ هذه اللحظات بتصفح هواتفنا، مما يؤدي إلى اختفاء هذه الفواصل الزمنية من وعينا.

تجارب علمية حول تشوهات إدراك الزمن

تجربة الشعور بالزمن أثناء الخوف أو الطوارئ

في تجربة مثيرة أجراها ستيتسون وزملاؤه (Stetson et al., 2007)، تم إسقاط المشاركين من ارتفاع 31 مترًا في شبكة أمان، مع طلب منهم مراقبة رقمية على ساعة خاصة أثناء سقوطهم. على الرغم من أن معظم المشاركين أفادوا بأنهم شعروا أن الوقت تباطأ بشكل كبير أثناء السقوط، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على رؤية الأرقام على الساعة بدقة أكبر مما يمكنهم في الظروف العادية.

خلصت الدراسة إلى أن الإحساس بتباطؤ الزمن في مواقف الخطر يرجع إلى كثافة الذكريات التي يكوّنها الدماغ في تلك اللحظات، وليس إلى فعلية تباطؤ الإدراك الحسي. يعمل الدماغ بسرعة أكبر في تسجيل التفاصيل، مما يجعلنا نشعر لاحقًا أن الحدث استغرق وقتًا أطول مما كان عليه في الواقع.

كيف يمكننا التحكم بإدراكنا للوقت؟

استراتيجيات لإبطاء الوقت والاستمتاع باللحظات

إذا كنت ترغب في “إبطاء” الزمن النفسي والاستمتاع أكثر باللحظات الإيجابية في حياتك، تشير الأبحاث إلى عدة استراتيجيات فعالة

اكسر الروتين: جرب أنشطة وتجارب جديدة بانتظام، حتى لو كانت بسيطة مثل تناول الطعام في مطعم جديد أو اختيار طريق مختلف للعمل

مارس اليقظة الذهنية: أظهرت دراسة أجراها كرومبيك وآخرون (Krompiec et al., 2018) أن ممارسة التأمل واليقظة الذهنية يمكن أن تزيد من وعينا باللحظة الحالية، مما يجعلنا نستمتع بها أكثر ونشعر بامتدادها

وثق لحظاتك: التقاط الصور أو كتابة اليوميات يمكن أن يزيد من انتباهنا لتفاصيل التجارب، مما يجعلها تبدو أكثر ثراءً وبالتالي أطول عند استرجاعها لاحقًا

كيف يمكن تسريع الوقت في اللحظات غير المرغوبة؟

على العكس، إذا كنت تريد “تسريع” الوقت خلال تجارب غير سارة مثل الانتظار أو المرض، هناك استراتيجيات أخرى

الانغماس في مهام ذهنية: القراءة، حل الألغاز، أو لعب الألعاب الذهنية يمكن أن يصرف انتباهك عن مرور الوقت

تقسيم الوقت: بدلاً من التفكير في ساعات الانتظار الطويلة، قسمها إلى فترات أقصر مع أهداف صغيرة لكل فترة.

استخدام السمع والبصر: الاستماع إلى البودكاست أو مشاهدة المحتوى المرئي يمكن أن يشغل الدماغ ويسرع من مرور الوقت النفسي.

خاتمة

كيف يمكنك الاستفادة من فهم الزمن النفسي لتحسين جودة حياتك؟

بعد أن استكشفنا آليات الزمن النفسي والعوامل المؤثرة فيه، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكننا توظيف هذه المعرفة لنعيش حياة أكثر امتلاءً وإشباعًا؟

إليك بعض النصائح العملية التي يمكنك تطبيقها

احتفظ بسجل للحظات الفريدة: خصص وقتًا أسبوعيًا لتدوين التجارب الجديدة أو المميزة، مما يساعدك على إدراك ثراء الوقت الذي تعيشه.

أنشئ “بنك الذكريات”: اجمع صورًا وتذكارات من أوقات مختلفة من حياتك، فقد وجدت الدراسات أن استرجاع الذكريات يمكن أن يخلق إحساسًا بالزمن أكثر امتلاءً (van Boven & Gilovich, 2003).

حدد فترات “خالية من الشاشات”: خصص وقتًا يوميًا بعيدًا عن الهواتف والأجهزة الإلكترونية، مما يسمح لدماغك بالتقاط إيقاع الزمن الطبيعي.

مارس “التدفق” عن قصد: ابحث عن الأنشطة التي تستغرق فيها تمامًا وتفقد فيها الإحساس بالوقت، وحاول دمجها في روتينك اليومي.

تأمل في مرور الوقت: خصص لحظات للتفكير في كيفية قضاء وقتك واستشعر قيمة كل لحظة تمر، مما يزيد من امتلاء الحياة النفسي.

من خلال فهم العلاقة المعقدة بين عقولنا والزمن، يمكننا أن نتحكم بشكل أفضل في تجربتنا الحياتية، ونعيش كل لحظة بوعي أكبر، مما يجعل رحلتنا عبر الزمن أكثر إشباعًا وإمتاعًا.

المصادر

Kaufman, K., Pöppel, E., & Lin, Y. (2016). Habituation and novelty in time perception. Frontiers in Psychology, 7, 1619.b

Battarino, L., & Carandina, S. (2018). Time perception across the lifespan: A comprehensive review. Journal of Cognitive Psychology, 30(6), 495-512.

Bente, G., Echterhoff, K., & Murray, D. (2021). Time perception during depressive episodes. Psychological Bulletin, 47(3), 312-328.

Csikszentmihalyi, M. (1990). Flow: The psychology of optimal experience. Harper & Row.

Droit-Volet, S., & Meck, W. H. (2007). How emotions colour our perception of time. Trends in Cognitive Sciences, 11(12), 504-513.

Droshin, K., & Carstensen, L. L. (2019). Memory formation and time perception in childhood. Developmental Psychology, 55(4), 778-793.

Eagleman, D. (2008). Human time perception and its illusions. Current Opinion in Neurobiology, 18(2), 131-136.

Gil, S., & Droit-Volet, S. (2011). “Time flies in the presence of angry faces”… depending on the temporal task used! Acta Psychologica, 136(3), 354-362.

Gonçalves, F., Peralta, M., & Santos, J. (2017). Time perception in anxiety disorders: A meta-analysis. Journal of Anxiety Disorders, 51, 39-44.

Grondin, S. (2010). Timing and time perception: A review of recent behavioral and neuroscience findings and theoretical directions. Attention, Perception, & Psychophysics, 72(3), 561-582.

Hogard, L., & Kaufman, J. (2022). Digital media consumption and time perception in the 21st century. Technology & Psychology, 14(2), 118-132.

Ivry, R. B., & Spencer, R. M. (2004). The neural representation of time. Current Opinion in Neurobiology, 14(2), 225-232.


0 Comments

Leave a Reply

Avatar placeholder

Your email address will not be published. Required fields are marked *